U3F1ZWV6ZTQ4Njg0MDMxMjcwMDk2X0ZyZWUzMDcxNDA5NjY3NTM2OA==

هل الخصام وسيلة لتعديل سلوك الأبناء؟


هل الخصام وسيلة لتعديل سلوك الأبناء؟


هل سبق لك أن لجأت إلى الصمت أو الخصام مع ابنك أو ابنتك معتقدًا أن هذا هو الحل لفرض النظام؟ ربما كان لديك انطباع أن الخصام سيوجههم للاعتراف بخطئهم وتعديل سلوكهم. لكن، هل هذا فعلاً ما يحدث؟ هل الخصام يُعلمهم الدرس؟ في هذا المقال، سنتناول هذا الموضوع ونتعرف على مدى تأثير الخصام على الأبناء، ونسلط الضوء على الطريقة التي يتعامل بها المراهقون مع هذه الأساليب. هل الخصام فعلاً وسيلة للتغيير أم أنه يُحدث فجوة أكبر بيننا وبينهم؟

الخصام: هل يعدل سلوك المراهقين؟


قد تتصور أن الخصام هو الطريقة المثلى لفرض احترام القوانين المنزلية، لكن في الواقع، الخصام قد لا يُعلّم المراهقين أي شيء عن الصواب. على العكس، قد يؤدي إلى تعميق المشاعر السلبية بين الوالدين والأبناء.

موقف حقيقى 

"سارة" مراهقة في سن الـ16، تأخرت عن العودة إلى المنزل، فقررت والدتها تعاقبها بخصامها وتجاهلها. في البداية، كانت سارة تشعر بالذنب وتحاول الاعتذار، ولكن بعد فترة بدأت تتعود على الصمت وتراه فرصة للابتعاد عن الأسرة. لم تتعلم سارة درسًا عن المسؤولية، بل اكتسبت شعورًا بأنها لا تحتاج إلى الاعتذار وأنها يمكنها العيش بعيدًا عن الضغوط.

هل تعلمت سارة شيئًا من الخصام؟
في الحقيقة، سارة لم تتعلم كيف تتحمل مسؤولية تصرفاتها. الخصام فقط جعلها تُشعر بالعزلة وكان بمثابة مهلة للهروب من المواقف العاطفية، مما يعزز فكرة أن الابتعاد عن المشاكل هو الحل.

ماذا يحدث عند الخصام؟


الخصام قد يبدو حلاً سريعًا وسهلا لكثير من اولياء الامور
ولكنه في النهاية يُضعف العلاقة بين الأهل والأبناء. بدلاً من أن يُعلّم الأبناء كيفية التعامل مع الأخطاء، يُعلمهم كيفية الابتعاد عن المشاكل.

موقف آخر:

"محمود" لم يذهب للدرس وخرج مع أصدقائه. قررت والدته أن تقاطعه ليومين كعقاب. في البداية كان يشعر بالذنب، ولكن مع مرور الوقت بدأ يتعود على الصمت ويشعر أنه لا داعي للتفاعل مع والدته. بدا له أن الخصام أصبح أكثر راحة من التفاعل مع مشاكل الحياة كما حدث تقريبا مع سارة

النتيجة

بدلاً من أن يتعلم محمود كيف يلتزم بالمواعيد، بدأ يرى في الخصام فرصة للهروب من المشاكل. والنتيجة؟ الخصام جعل العلاقة بينه وبين والدته أقل حميمية، وأصبح يفضل الهروب بدلًا من مواجهة التحديات.

بدلاً من أن يكون الخصام مجرد فترة من الصمت، يتحول إلى جدار عاطفي بين الوالدين وأبنائهم. هذا الجدار يمكن أن يكون صعبًا جدًا التخلص منه مع مرور الوقت، ويؤدي إلى تباعد أكبر.

اساليب اخرى بدلا من الخصام؟

كيف يمكننا تعديل سلوك أبنائنا دون اللجوء إلى الخصام؟ الحل يكمن في التواصل والتوجيه، لا في العزلة.

أساليب فعّالة للتعديل السلوكي:

التعبير عن المشاعر

بدلاً من استخدام الصمت، يمكن أن نُعبر عن مشاعرنا بشكل صريح. مثلًا: "أنا زعلانة لأنك تأخرت، وهذا جعلني أشعر بالقلق عليك". بهذه الطريقة، نُعلم الأبناء كيف يمكنهم فهم مشاعرنا ومواجهة المواقف بشكل أفضل.

فرض عواقب سلوكية

إذا أخطأ المراهق، من الأفضل أن نُوضح عواقب تصرفاته بطريقة منطقية. مثلًا: "إذا تأخرت، فلن تتمكن من الخروج في عطلة نهاية الأسبوع". هذا يُعلمهم أن كل تصرف له نتيجة.

الحوار

التحدث مع الأبناء بخصوص سلوكياتهم يُظهر لهم أننا نهتم بهم. بدلاً من الخصام، يمكن أن يكون الحديث المفتوح هو الأسلوب الأمثل لفهم سبب تصرفاتهم.

كان صلى الله عليه وسلم دائمًا يفضل التوجيه بلين ورحمة. لم يكن يعاقب بالخصام بل كان يسعى دائمًا للتواصل وفهم مشاعر الصحابة وأهل بيته. هذا يُعلمنا أن الحوار هو الأسلوب الأمثل في التوجيه والتربية.

تغيير الطريقة المتبعة في التربية قد يكون تحديًا كبيرًا لبعض الآباء، خاصةً إذا اعتادوا على أساليب معينة لفترة طويلة. هذا التغيير يتطلب صبرًا ووعيًا عميقًا بأن طرق العقاب التقليدية مثل الخصام قد لا تحقق النتائج المرجوة، بل قد تزيد من الفجوة بين الأهل وأبنائهم. قد يشعر البعض بصعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو في فتح حوار صريح مع أبنائهم، لكن المحاولة المستمرة والنية الصادقة في تحسين العلاقة تجعل الطريق أسهل مع الوقت، وتؤدي إلى بناء علاقة أقوى وأكثر صحة مع الأبناء.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يمكنك كتابة تعليق هنا 💚

الاسمبريد إلكترونيرسالة