U3F1ZWV6ZTQ4Njg0MDMxMjcwMDk2X0ZyZWUzMDcxNDA5NjY3NTM2OA==

5 ألعاب بسيطة لتعزيز المهارات النمائية لدى أطفال صعوبات التعلم في المنزل


5 ألعاب بسيطة لتعزيز المهارات النمائية لدى أطفال صعوبات التعلم في المنزل

اللعب كأداة علاجية لطفلك ذي صعوبات التعلم
عندما يتم تشخيص طفلنا بصعوبات التعلم، غالبًا ما يركز حديثنا كآباء وأمهات على الجانب الأكاديمي: القراءة، الكتابة، والرياضيات. لكننا قد نغفل عن الأساس الذي تُبنى عليه كل هذه المهارات، وهو المهارات النمائية. قوة الانتباه، القدرة على التركيز، الذاكرة العاملة، والإدراك السليم هي التربة الخصبة التي ينمو فيها أي تعلم أكاديمي.

قد يبدو الأمر معقدًا، لكن الخبر السار هو أن تقوية هذه المهارات الأساسية لا تتطلب جلسات علاجية مرهقة دائمًا. يمكن تحقيق ذلك من خلال أقوى وأحب أداة لدى طفلك: اللعب.

هذا المقال ليس مجرد قائمة بألعاب مسلية، بل هو دليل عملي لاستخدام اللعب كأداة علاجية ممتعة في المنزل. سنقدم 5 ألعاب بسيطة، كل واحدة منها مصممة لاستهداف وتقوية مهارة نمائية محددة يعاني منها الكثير من أطفال صعوبات التعلم، لنبني معًا أساسًا متينًا يساعدهم على التفوق الأكاديمي لاحقًا.

لماذا نبدأ بالمهارات النمائية؟ أساس كل تعلم أكاديمي

قبل أن نستعرض الألعاب، من الضروري أن نفهم لماذا هذا التركيز على المهارات النمائية مهم جدًا لأطفال صعوبات التعلم.

الانتباه والتركيز

 هما بمثابة "الكشاف" الذي يسلطه الدماغ على المعلومات المهمة. بدون القدرة على تركيز هذا الكشاف وتثبيته، تتشتت المعلومات قبل أن يتم فهمها.

الإدراك (البصري والسمعي)

 هو قدرة الدماغ على "ترجمة" وتفسير ما تراه العين وما تسمعه الأذن. طفل صعوبات التعلم قد يرى الحروف بشكل سليم، لكن دماغه يجد صعوبة في إدراك الفروق الدقيقة بين "ب" و "ت".

الذاكرة (خاصة الذاكرة العاملة)

 هي "طاولة العمل" المؤقتة في الدماغ التي نستخدمها للاحتفاظ بالمعلومات أثناء القيام بمهمة ما (مثل تذكر أول جزء من جملة أثناء قراءة الجزء الثاني). ضعفها يؤثر مباشرة على فهم القراءة والمسائل الحسابية.

بتقوية هذه المهارات من خلال اللعب، نحن لا نعالج الأعراض، بل نعالج جذور المشكلة.

الألعاب الخمس المستهدفة:

اللعبة الأولى: "صندوق الأسرار اللمسي"

المهارات النمائية المستهدفة:

  • الإدراك الحسي (اللمسي): تمييز الأشياء والتعرف عليها عبر حاسة اللمس فقط.
  • الذاكرة اللمسية: تذكر ملمس الأشياء وربطها بأسمائها.
  • الانتباه والتركيز: تركيز الانتباه على حاسة واحدة وتجاهل المشتتات البصرية.
  • تنمية المفردات اللغوية ومهارات الوصف.

طريقة اللعب

ضعي شيئًا واحدًا داخل صندوق مغلق أو كيس قماشي.
اطلبي من الطفل أن يدخل يده (دون أن ينظر) ويستخدم أصابعه فقط لاستكشاف الشيء.

اسأليه أسئلة تحفز الإدراك والذاكرة: "هل تتذكر ملمس شيء كهذا من قبل؟"، "هل هو يشبه ملمس الكرة أم القلم؟"، "ركز جيدًا، هل له حواف حادة؟".

بعد أن يصفه ويخمنه، أخرجي الشيء ليربط بين إدراكه اللمسي وشكله البصري واسمه.

اللعبة الثانية: الادراك البصرى

المهارات النمائية المستهدفة:

  • الانتباه الانتقائي: القدرة على البحث عن شيء محدد وتجاهل كل المشتتات الأخرى في البيئة.
  • الإدراك البصري: تمييز الألوان والأشكال والأحجام المختلفة.
  • الذاكرة العاملة قصيرة المدى: الاحتفاظ بالتعليمات ("شيء لونه أحمر") في الذاكرة أثناء البحث.

طريقة اللعب:


ابدئي بجملة تستهدف مهارة واحدة: "أبحث عن شيء لونه أحمر".

مهمة الطفل هي أن يركز انتباهه، ويتجاهل كل الألوان الأخرى، ويبحث بصريًا عن كل ما هو أحمر في الغرفة.

لزيادة تحدي الإدراك، قولي: " أبحث عن شيء 'مستدير'". هنا يجب على دماغه أن يفحص كل الأشياء ويحلل شكلها.

لزيادة تحدي الذاكرة العاملة، قولي: "أبحث عن شيء 'أزرق وصغير'". هنا يجب أن يتذكر صفتين معًا ويبحث عنهما.


اللعبة الثالثة: "رحلة الذاكرة"

المهارات النمائية المستهدفة:

  • الذاكرة العاملة السمعية: وهي من أهم المهارات لأطفال صعوبات التعلم، وتعني القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات السمعية في الذهن مؤقتًا لاستخدامها.
  • مهارات التصنيف: القدرة على تجميع الأشياء في فئات (فواكه، حيوانات، ملابس).
  • الانتباه السمعي والتسلسل: التركيز على ما يقال وتذكر ترتيبه.


طريقة اللعب:


ابدئي اللعبة بقولك: "سنذهب اليوم في رحلة تسوق خيالية إلى السوبر ماركت. أول شيء سأضعه في عربة التسوق هو 'تفاح'".

يأتي الآن دور طفلك. يجب عليه أن يكرر ما قلتِه ويضيف شيئًا من عنده: "سنشتري 'تفاح' و 'موز'".

يأتي دورك مرة أخرى: "سنشتري 'تفاح' و 'موز' و 'خبز'".

تستمر اللعبة هكذا، حيث يقوم كل منكما بتكرار القائمة الكاملة بالترتيب وإضافة عنصر جديد.

استمرا حتى ينسى أحدكما عنصرًا. الهدف هو المرح وتدريب الذاكرة، وليس الفوز.

نصيحة للتطوير: لزيادة تحدي مهارة التصنيف، حددوا فئة معينة في كل جولة. مثلاً: "اليوم سنشتري فقط 'حيوانات من المزرعة'"، أو "سنشتري فقط 'أشياء نرتديها'". هذا يجبر الدماغ على البحث في فئة محددة في الذاكرة.

اللعبة الرابعة: "ماذا حدث بعد ذلك؟"

المهارات النمائية المستهدفة:

  • التسلسل المنطقي: فهم أن الأحداث تقع بترتيب معين (وهي مهارة أساسية لفهم القصص والرياضيات).
  • الذاكرة السردية: تذكر أحداث القصة وإعادة سردها.
  • الإدراك السمعي وتنظيم الأفكار: الاستماع لما قيل والبناء عليه بفكرة منطقية.
  • اللغة التعبيرية والإبداع: تشجيع الطفل على استخدام الكلمات والجمل للتعبير عن أفكاره.


طريقة اللعب:


ابدئي بجملة افتتاحية بسيطة جدًا: "في يوم من الأيام، كان هناك ولد يلعب بالكرة في الحديقة".

ثم اسألي طفلك مباشرة: "ماذا حدث بعد ذلك؟".

شجعيه على إضافة أي جملة، مهما كانت بسيطة، مثلاً: "الكرة وقعت في الشارع".

قومي بالبناء على جملته وأضيفي تفاصيل لتستمرا: "صحيح، الكرة وقعت في الشارع. وفجأة، رأى الولد...".

تبادلا الأدوار في إضافة جملة تلو الأخرى لبناء قصة كاملة ذات بداية ووسط ونهاية.

نصيحة للتطوير: استخدمي 3 أو 4 بطاقات صور (مثلاً: ولد يستيقظ، ولد يأكل، ولد يذهب للمدرسة). اخلطي البطاقات واطلبي من طفلك أن يرتبها بالترتيب الصحيح أولاً، ثم يحكي القصة. هذا يمرن مهارة التخطيط والتسلسل بشكل مباشر.

اللعبة الخامسة: "المهندس الصامت"

المهارات النمائية المستهدفة:

  • الإدراك البصري المكاني: فهم العلاقات بين الأشياء في الفراغ (فوق، تحت، بجانب).
  • الذاكرة البصرية قصيرة المدى: تذكر شكل معين لفترة قصيرة.
  • الانتباه المشترك والتركيز المستمر: تركيز كلاكما على نفس المهمة البصرية.
  • فهم وتتبع التعليمات (البصرية أولاً ثم السمعية).



طريقة اللعب:


اجلسا متقابلين على طاولة مع مجموعتي المكعبات.

ضعي حاجزًا بينكما (مثل كتاب أو علبة كرتون) حتى لا يرى طفلك ما تبنينه.

قومي ببناء شكل بسيط جدًا خلف الحاجز (مثلاً، مكعب أزرق وفوقه مكعب أحمر).

أزيلي الحاجز ودعيه يرى الشكل الذي بنيتِه لمدة 5 ثوانٍ فقط.

أعيدي الحاجز واطلبي منه أن يبني شكلاً مطابقًا تمامًا من الذاكرة.

تبادلا الأدوار.

نصيحة للتطوير: انتقلي من الذاكرة البصرية إلى الذاكرة السمعية. لا تبني نموذجًا، بل أعطيه تعليمات شفهية من خطوتين: "أريدك أن تضع المكعب الأصفر أولاً، ثم تضع المكعب الأخضر فوقه". هذه مهمة ممتازة لتدريب الذاكرة العاملة السمعية والإدراك المكاني معًا.


اللعب مع طفلك لمدة 10-15 دقيقة كل يوم باستخدام إحدى هذه الألعاب له تأثير أقوى بكثير من محاولة القيام بجلسة "علاجية" طويلة ومرهقة مرة واحدة في الأسبوع. لا تضغطي على نفسكِ أو على طفلك. الهدف هو المتعة والتواصل؛ فالتعلم يحدث بشكل أفضل عندما يكون القلب سعيدًا والعقل مسترخيًا.

تذكروا دائمًا، كل دقيقة تقضونها في اللعب والتواصل مع طفلكم هي استثمار مباشر في بناء عقله، وفي بناء ثقته بنفسه، وفي بناء علاقة قوية بينكما تدوم مدى الحياة. أنتم، بحبكم وصبركم وتفاعلكم اليومي، أفضل وأهم معالجين في حياة أطفالكم.




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يمكنك كتابة تعليق هنا 💚

الاسمبريد إلكترونيرسالة